اعتصام لإلغاء الإعدام: كي لا نصبح قتلة
assafir
12
Oct
2013
إكرام شاعر في لبنان 54 محكوماً بالإعدام، منهم من يعود حكمه إلى العام 1983، أبقوا على قيد الحياة ليموتوا من الانتظار، ليتمنّوا النهاية. فما أفظع من صدور الحكم بالإعدام إلا انتظار تنفيذه! يطلّ عليهم الموت من «شراقة» الزنزانة بعين ماكرة، متجسّساً على أيامهم الأخيرة، من دون أن يحدّد لهم لحظة «اللقاء» الذي يتطلّب تواقيع رئيس الجمهورية والحكومة ووزير العدل. أنظارهم مسلطة على «الشرّاقة» دائماً، وأسماعهم مشدوهة إلى تلك الكوة، شديدة الانتباه حتى إلى هبوب الهواء من تحت الباب، لعل صوته يوحي بحركة أقدام العسكر القادمة لحملهم إلى الجحيم.تضامناً مع هؤلاء في اليوم العالمي لإلغاء عقوبة الإعدام نظّمت «الحملة الوطنية من أجل إلغاء عقوبة الأعدام» في لبنان، اعتصاماً رمزياً، شارك فيه 54 طالباً مثلوا دور المحكومين وحوّلوا مستديرة العدلية إلى «طريق الجلجلة». مشى الطلاب بملابسهم القاتمة، ووجوههم المختبئة وراء كراتين سوداء، كقسمات السجناء المخفية وراء القضبان، يربطهم حبل المشنقة، ويتقدمهم مشارك ألبس الكيس الأسود، ولم يعد يرى العالم الا من ثقبين عند العينين. وأمام «قصر العدل»، تمردوا «على الجلاد»، وراحوا يشدّون الحبل «ضد الإعدام» حتى أنقذوا «الضحية المحكومة» من مشنقة الموت.وشارك وزير العدل شكيب قرطباوي في المؤتمرالصحافي الذي تلا المشهدية. وقال: «في مثل هذا الوضع المشحون والمتدهور أمنياً، والتي تروعنا فيه يومياً أخبار الجرائم القاسية، قد يطرح سؤال بديهي فيما يتعلق بإلغاء عقوبة الإعدام: «هلق وقتا؟»، وأنا أقول أنّ الحق في الحياة هو الحق الأول في كل حين وفي كل ساعة».أضاف: «الإحصاءات العلمية كلها أثبتت انتفاء أي رابط سببي بين تطور الجريمة ووجود أو عدم وجود عقوبة الإعدام». وشدد قرطباوي على «خطورة هذه العقوبة المبرمة والتي لا رجوع فيها، علماً أن الأخطاء القضائية ممكنة، أما التصحيح فيصبح مستحيلاً». وكان قرطباوي قدّم مشروع قانون لإلغاء عقوبة الإعدام في 18 شباط الماضي، ولكنّه حتى اليوم لم يناقش في مجلس الوزراء.وختم قرطباوي: «الإعدام عقوبة غير منطقية، فهل نعاقب القاتل بالقتل؟ ألا نصبح بذلك نحن القتلة؟».ثم كانت كلمة لسفيرة الاتحاد الأوروبي، الممول للنشاط، أنجيلينا ايخورست، كررت فيها معارضة مجلس أوروبا والاتحاد الأوروبي توقيع عقوبة الإعدام «لأنها غير إنسانية وفاشلة في منع الجريمة». وقد رفضت، المبادرة إلى إطلاق الحملة، د. أوغاريت يونان «أن تعطى صلاحية القتل لأحد، فالإعدام لا يشكل رادعاً، وانمّا يكرس المنطق المعاكس في أن القتل حق وعدل». واعتبرت أن إلغاء الإعدام «هو مسار لفكر مجتمع ونهج دولة. فالمجتمع هو المسؤول عن أسباب أي جريمة، بينما الإعدام حكم مطلق على مسؤولية نسبية». وأكدّت أن «الإعدام سيلغى في لبنان، وسنعاود الضغط لإقرار مشروع القانون الذي أودعته الحملة في المجلس النيابي في العام 2006 ثم في العام 2009، لينضمّ لبنان إلى 140 دولة في العالم ألغت هذه العقوبة قانوناً أو من الناحية العملية، علماً أنه لم ينفذ في لبنان أي حكم بالإعدام منذ العام 2004، ولكن هذا التعليق مخيف ومقلق، إذ يكفي توقيع أي مرسوم يقضي بإعدام المحكوم الذي يحلو للدولة إعدامه، ويقع عليه الاختيار».ودعت يونان لبنان إلى «الانضمام إلى 111 دولة في العالم، للتصويت على قرار الأمم المتحدة لتجميد تنفيذ أحكام الإعدام رسمياً كخطوة أولى تمهيداً للإلغاء الكامل».إكرام شاعر Source Linkإكرام شاعر#.UlkVVkPfpMs