اللاجئـات السوريّـات فـي مصـر: زواج "سُتـرة" أم "سـوق نخاسـة

NOW Lebanon

admin

Disabled Rights

Viewed : 955

 

مأساة نفسية تحياها مئات اللاجئات السوريات في مصر رصدها موقع "NOW"، بعد ما تنامت ظاهرة إجبار أو اضطرار فتيات سوريات من عوائل فقيرة إلى الزواج من مصريين لتأمين معيشتهم في ظل تردّي الأحوال. هذا النوع من الزواج الذي يروّج له الإسلاميون على اعتبار أنه "سُترة"، تراه منظمات حقوقية وفتيات يعشِن التجربة الأليمة "سوقاً للنخاسة". وتروي فتاة سورية رفضت ذكر اسمها أنّها تعيش مأساة "زواج السترة" التي راجت في مصر هذه الأيام. وتقول لـ"NOW" إنّها أتت مع أسرتها إلى مصر قبل 5 أشهر، حيث وفّر لها مكتب رعاية اللاجئين فرصة عمل لكن براتب زهيد، مشيرة إلى أن شيخاً عرض على أسرتها تزويجها مقابل مهر لا يتعدى 3 آلاف جنيه (الدولار يعادل 6.70 جنيه) والأسرة وافقت، فيما هي تجاهد لعدم إتمام هذا الزواج. وانتشرت الدعوات في المساجد للزواج من السوريات تحت زعم "السُترة"، حتى إن بعض الأئمة بات يدعو إلى تزويج الرجل الواحد أكثر من إمرأة سورية لستر السوريات بعدما تقطعت بهن السبل. وظاهرة تعدد الزوجات منتشرة أصلاً بين السلفيين في مصر، والغالبية لا ترى غضاضة في الزواج من امرأتين أو ثلاث وحتى أربع. وطالما روَّج خطباء المساجد لهذه الزيجات، حتى إن مسجداً شهيراً عرض المساعدة في إتمامها عبر التواصل مع إدارة المسجد التي تتواصل مع العوائل السورية. تفاقم ظاهرة "زواج السترة" استدعى تدخّل المجلس القومي للمرأة في مصر، الذي أصدر بياناً دان "الأداة الرخيصة" التي تسمّى "الزواج من السوريات اللاجئات". ووصف تلك التصرفات بأنها "جريمة فى حق المرأة تُرتَكب تحت ستار الدين ويسمّونها زواج السترة". وخاطب المجلس رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وجميع الجهات المعنية "لوقف هذه المهزلة التي تسيء إلى مصر". وتطوّر الأمر إلى حد ظهور سماسرة لتزويج السوريات من مصريين متزوجين أو عجائز، والمقابل زهيد للغاية: "غرفة في منزل، ومهر لا يتراوح بين 1000 و 5000 جنيه". ورفض مسؤول مكتب شوؤن اللاجئين السوريين في مصر حسام الدهب في بادئ الأمر الحديث مع "NOW" عن هذه الظاهرة، لكنّه بعد إلحاح أوضح أن المكتب يرصدها بـ"أسى بالغ"، وقال: "لم نكن نرغب في الحديث عن هذه القضايا لأنها تمسّ الشرف، لكن بالفعل ظاهرة تزويج اللاجئات السوريات منتشرة في مصر. هنّ يُجبَرن على الزواج، وللأسف بعض المصريين، ليس جميعهم طبعاً، يقول "لماذا لا أتزوّج سورية طالما لن تكلفني شيئاً؟"، وهذا أمر مهين جداً". وأوضح الدهب أن المكتب يعتزم التصدي لهذه الظاهرة عبر رصدها وتوعية العوائل السورية بخطورتها، خصوصاً أن الزواج يكون بهدف المتعة فقط وبمقابل زهيد جداً، وأضاف: "اتفقنا بالفعل مع بعض الشركات ومنظمات المجتمع المدني على تدبير فرص عمل أو مساعدات للفتيات السوريات لحمايتهن من هذا الزواج المهين". وبدا أن مكتب شوؤن اللاجئين السوريين في مصر ضاق ذرعاً بمسألة "تزويج اللاجئات السوريات"، فكتب على صفحته على موقع "فايسبوك": "الرجاء من الأخوة عدم السؤال عن طرق الزواج من لاجئات سوريات في مكتبنا، نحن غير مسؤولين عن هذا الموضوع، والسوريات لم يأتين إلى مصر بنيّة الزواج، بل هم بنات عائلات ويجب احترام ظروف إخوانكم السوريين لا التعامل معهم بطريقة الصيد في المياه العكرة". وفي مسعى منه لصرف الشباب المصري عن هذه الظاهرة، وضع المكتب صورة لطفلتين سوريتين إحداهما ترفع لافتة كُتب عليها: "لاجئات لا سبايا"، والثانية ترفع لافتة مكتوب عليها: "لا نريد أن نكون أبناء لرجل يمنّن أمي بأنه انتشلها من الملاجئ". ولا توجد احصائية دقيقة لعدد اللاجئين السوريين في مصر، لكن مكتب شوؤن اللاجئين السوريين في مصر يقدرهم بنصف مليون لاجئ. ومكتب اللاجئين جهة غير رسمية لكنّه أُسس بمبادرة من نشطاء هناك سوريين في القاهرة من أجل مساعدة العوائل الفقيرة بين الأسر السورية. وقال الدهب لـ"NOW" إنّ عدد الأسر التي يرعاها المكتب تصل إلى 3000 أسرة سورية فقيرة، مشيرًا إلى أن غالبيتها تتركز في منطقة نائية في مدينة السادس من أكتوبر على أطراف القاهرة. وأوضح أن المكتب يتكفّل بحلّ أمور اللاجئين السوريين في مصر قانونيًا ودعمهم اجتماعيًا ونفسيًا، والتنسيق بين الجمعيات الخيرية المتعاونة فى مجال اللاجئين السوريين، ولا يقبل التبرعات العينية او المادية إلا عن طريق الجمعيات المختصة.

 

Source Link

Blog Roll