عن "الكرسي الألماني" والمعتقلين اللبنانيينعندما يتحول الضحايا إلى ممثلين لمأساتهم

annahar

admin

Torture

Viewed : 599

لأن الدولة اللبنانية لا تكترث لأمرهم ولا لمعاناتهم، فقد حمل المحررون اللبنانيون من المعتقلات السورية مأساتهم وعذاباتهم الى انحاء العالم لإطلاع المجتمع الدولي على ما تعرضوا ويتعرض له رفاق تركوهم في زنزانات البعث السوري وفقدت اثارهم أو تكاد نتيجة صمت الدولة اللبنانية ولامبالاتها حيال مصير مواطنيها."الكرسي الالماني" عنوان المسرحية او الشهادة التي قدمتها مجموعة من المحررين المنضوين في "جمعية المعتقلين المحررين" في مدن برلين وشتوتغارت وهامبورغ الالمانية، حيث حضر جمهور الماني كبير ليشاهد المسرحية عن معتقل "تدمر" الواقع في الصحراء شمال شرق سوريا وما عاناه نزلاؤه اللبنانيون من تنكيل وقمع وظلم فيه الى جانب المعتقلين السوريين. وفي فصول المسرحية سيرة معتقلين، منهم ريمون سويدان الذي اعتقل العام 1980 وامضى 14 سنة نزيل معتقل "تدمر" ولاحقاً في معتقل "صيدنايا”.وفي مشاهد المسرحية التي تتركز على التعذيب بـ"الكرسي الالماني" كأداة قاتلة تؤدي غالب الاحيان الى كسر العمود الفقري للمعتقل الذي يتعرض للتعذيب وتؤدي الى اصابته بالشلل او عدم القدرة على الحراك لمدة طويلة. وفي رواية المدافعين عن حقوق الانسان، ان اداة التعذيب هذه تم اعتمادها في سوريا نقلاً عن جهاز الاستخبارات الألماني الشرقي "ستازي" الذي درب الاستخبارات السورية، في حين نسبت الى مصادر اخرى ان عدداً من الضباط النازيين الهاربين هم من نقلوا هذه الوسيلة الوحشية الى الدول العربية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.وكتبت الصحف الالمانية عن المسرحية انها ليست عادية، لأن الممثلين انما هم الضحايا أنفسهم، "وهذا أمر غير مسبوق ان يعيد الضحايا تشخيص ما تعرضوا له مع كل الانفعالات النفسية والالم الذي يرافقها.وأشرف على اعداد المسرحية وتنفيذها الصحافية والمخرجة الالمانية مونيكا بورغمان المقيمة في الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي قالت ان اللبنانيين لم يفعلوا شيئاً لمراجعة نتائج الحرب الطويلة التي مرت على بلادهم، وهم قلبوا صفحة الحرب فقط من دون الاتعاظ من تجاربها الاليمة. وتضيف ان هناك 600 معتقل لبناني لا يزالون في سوريا لم يعرف عنهم شيء وفقدت اثارهم من دون ان تجد هذه المأساة حلاً لها(...). وتشرح ان المسرحية، رغم قوة مشاهدها وتفاعل المعتقلين - الممثلين معها الا أن الكلمات وحدها لا تستطيع أن تعبر عن حال الرعب والوحشية التي تعرض لها المعتقلون في السجون السورية والذين ما زالوا يعانون اثارها الجسدية والنفسية يومياً. وتنتهي المسرحية بشهادة للمحررين يقولون فيها، انهم يريدون ان يعرف العالم ما تعرض له اللبنانيون وما زال يتعرض له 600 لبناني في سجون النظام السوري. Source Email جميع الحقوق محفوظة - © جريدة النهار 2012 Source Link

Blog Roll