ماذا حدث على متن العبّارة الإندونيسية؟

Now

admin

Non Palestinian refugees and Migrants

Viewed : 560

"شبكة "تنصيب" برعاية أحد رؤساء البلديات في عكار وقرطباوي يطلب فتح تحقيق عاجل في القضيّة بيروت- لا تزال المعلومات المتضاربة تحيط بالكارثة التي ألمّت بقرى الشمال أمس الجمعة، بعد توارد أخبار عن غرق عباّرة في بحر اندونيسيا، كانت تقلّ مهاجرين غير شرعيين إلى أستراليا. وبدا التضارب في المعلومات واضحاً بالنسبة الى أعداد الضحايا والمفقودين.  ففي وقت أعلنت القائمة بالأعمال في السفارة اللبنانية في إندونيسيا جوانا ماريا القزي، أن عدد الغرقى لم يتجاوز الخمسة عشر شخصاً، وهوياتهم غير معروفة، وصلت إلى البلدات الشمالية معلومات، تؤكد أن العبّارة كانت تقلّ أكثر من ثلاثة وسبعين مهاجراً، بينهم أكثر من ثلاثين لبنانياً، عشرون منهم من بلدة قبعيت، إضافةً الى عدد من الأشخاص من بلدة مشمش وفنيدق العكاريتين.   العائلات رفضت بدايةً الإبحار في المركب البدائي   نقلت صحيفة "السفير" عن مصادر مطلعة تأكيدها أن عائلات لبنانية وسورية حصلت على تأشيرات رسمية الى إندونيسيا، ولدى وصولها الى جاكرتا تسلمها شخص عراقي يدعى "أبو صالح" كان سبق هذه العائلات من لبنان إلى هنا، حيث وضع هذه العائلات في مجمّع سكني لنحو شهرين ونصف الشهر، وكان يبرّر هذا التأخير، بأنه ينتظر الفرصة السانحة لتهريب "ضيوفه" من أعين الأمن العام الإندونيسي، الذي يفرض طوقاً أمنياً حول كل الثغرات البحرية التي يتم  التهريب منها الى جزيرة كريسماس الأسترالية.   وتتابع المصادر أن العائلات خرجت باتجاه بحر "سيانجور" قبل يومين، وفوجئت بعائلات أخرى من الأردن واليمن، ورفضت بداية الإبحار في مركب بدائي صغير سيحمل نحو 120 شخصاً، لكن "أبو صالح" أبلغهم بأن هذا المركب مؤقت، وسيبحر لمدة أربع ساعات فقط، ثم سينقلهم الى باخرة حديثة وآمنة.   وعلى هذا الأساس، أبحرت العائلات وانتظرت ساعات طويلة في عرض البحر، من دون أن تصل الباخرة الحديثة، ليضل ربان المركب الطريق، وتتعطل مضخاته وتجتاحه المياه وتؤدي به شيئاً فشيئاً الى الغرق، ما اضطر الركاب الـ120 الى القفز منه، والسباحة كيلومترات عدة نحو جزيرة قريبة، ومن لم يستطع السباحة فارق الحياة، وأكثرهم من الأطفال والنساء.   وفي هذا الإطار، أكد رئيس بلدية قبعيت أحمد درويش أن "أبناء قبعيت سافروا الى إندونيسيا بتأشيرات رسمية عبر مطار بيروت، محاولين الانتقال الى أستراليا بعدما ضاقت بهم سبل العيش في لبنان"، موضحاً في حديث مع صحيفة "الجمهورية" أن "الناجين الثلاثة الذين وردت معلومات بأنهم تمكنوا من السباحة، يقيمون اليوم في بيوت في إندونيسيا بعدما اتصل أحدهم بوالده، وأخبره بغرق أبناء بلدته، وأنه نجا بعد تمكّنه من السباحة الى إندونيسيا". ولفت درويش الى"أننا علِمنا بالحادثة عبر إبراهيم عبد الوهاب عمر من بلدة فنيدق، الذي نجا من الغرق، واتصل بوالده ليعلمه بما حصل".   "شبكة تنصيب" بين أستراليا ولبنان برعاية أحد رؤساء البلديات في عكار   وتردّدت معلومات عن أن أبو صالح، قبض من اللبنانيين مبالغ مالية ضخمة لتأمين انتقالهم بطريقة غير شرعية إلى أستراليا عن طريق بحر أندونيسيا. أما الأخبار التي يتم تداولها على ألسنة أهالي القرى، فتتحدث عن وجود شبكة "تنصيب" كبيرة بين أستراليا ولبنان، برئاسة أحد رؤساء البلديات في عكار، الذي له علاقة بأبي صالح.   ويقول إمام مسجد قبعيت الشيخ علي في حديث مع "الجمهورية": "لا أعرف أبو صالح، ولكنني اتصلت به لحظة معرفتنا بالكارثة، وقد تهرّب من الحديث وطلب مني الاتصال به لاحقاً. ويبدو أنه عراقي الجنسية، ويتعامل مع أشخاص من المنطقة"، مشيراً الى أنّ "أبو صالح قبض مبالغ مالية ضخمة من الضحايا، فإبن عمي وعائلته المؤلفة من 10 أشخاص، دفعوا نحو60 ألف دولار".   من جهته، يقول الشيخ سميح عبد الحي لـ"الجمهورية": "إن نسبة المسافرين من فنيدق ضئيلة لا تتجاوز عشرات العائلات، أما السفر بهذه الطريقة غير الشرعية فهي تحصل للمرة الأولى"، لافتاً الى أن "هناك أشخاصاً يسهّلون الهجرة، مستغلّين فقر الناس وجهلهم". وأضاف: "وصلني كتاب منذ أسبوعين من السفارة الأسترالية يُحذر من الإتجار بالبشر والسفر، من خلال أخذ الناس الى مناطق غير آمنة وغير شرعية ومخالفة لظروف السفر". وحمّل المسؤولية الى "كل شخص يستغل الفقر والجهل وظروف البلد الصعبة"، مطالباً بفتح تحقيق مع الناجين من العبارة. ولفت إلى أن عكار "تعد من أكثر المناطق فقراً وحرماناً وتكتظ بالسكان، والناس الذين هربوا، فعلوا ذلك إما بسبب اقتراب موسم البرد، حيث لا يستطيعون شراء المازوت، أو بسبب تلف مواسمهم، أو بسبب الوضع الاقتصادري السيئ".    قرطباوي طلب فتح تحقيق عاجل في ملابسات الكارثة   أوعز رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان فور وصوله إلى لبنان إلى المعنين متابعة الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة. كذلك، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اتصالاً بالأمين العام لوزارة الخارجية والمغتربين السفير وفيق رحيمي، وطلب منه إجراء الاتصالات الديبلوماسية اللازمة. وشدد على سرعة الاتصال بالسلطات الإندونيسية لكشف ملابسات الموضوع، وتحديد مصير اللبنانيين، وتأمين سلامة الناجين منهم. وأوعز ميقاتي الى القائمة بأعمال السفارة اللبنانية في اندونيسيا جوانا قزي التوجه الى المرفأ لمواكبة عمليات الإنقاذ والاهتمام باللبنانيين الناجين. وطلب من السفارة اللبنانية في اندونيسيا اتخاذ الاجراءات المناسبة لتأمين إعادة اللبنانيين الذين نجوا من الحادثة الى بيروت وعددهم حتى الآن 18 شخصاً، إضافة الى تأمين إعادة جثامين الضحايا.   وتابع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور من نيويورك الحادثة، فأجرى اتصالاً مع المدير العام للمغتربين هيثم جمعة، وكلّفه بمتابعة الاتصالات لهذه الغاية. كما اتصل منصور بالقائمة بأعمال السفارة اللبنانية في جاكرتا جوانا قزي، واطلع منها على التفاصيل التي توافرت لديها من السلطات الإندونيسية حول الحادثة، وتبلغ منها أنه كان على العبارة 120 شخصاً عندما غرقت، وان السلطات الإندونسية انتشلت 45 شخصاً، منهم 20 جثة و25 ناجياً، بينهم 18 لبنانياً على قيد الحياة.   بدوره، طلب وزير العدل شكيب قرطباوي من النيابة العامة التمييزية فتح تحقيق عاجل في ملابسات "الكارثة"، وما يتردد من أنباء عن عمليات إستغلال مالية تعرضوا لها.   كذلك، أجرى مفتي عكار الشيخ زيد زكريا اتصالاً بالرئيس ميقاتي، لمتابعة تطورات حادثة الغرق. وقام عدد من الشبان من آل الغمراوي، بقطع الأوتوستراد الدولي في التبانة، بعد وصول خبر وفاة عدد من أقاربهم غرقاً على متن العبّارة. Source Link

Blog Roll