«مصير» والمصير المخزي لمرسوم الجنسية

Al-Akhbar

admin

Women's rights

Viewed : 362

 

قبل أسبوع، اعتصمت «جنسيتي حق لي ولأسرتي»، رفضاً لتوصية اللجنة الوزارية حرمان اللبنانية منح جنسيتها لأولادها. وأمس اعتصمت «جنسيتي كرامتي» للسبب نفسه. الطرفان يعوّلان على صناديق الانتخابات للردّ، من دون تنسيق؟ تبتسم الشابة لرؤية الطفل الصغير المتكئ على كتف أمه. تصوّره والحشد الذي حوله بكاميرا هاتفها، متمتمة بضع كلمات عن «هضامته» وتكمل «مشوارها» مع كلبها. لم تكترث لما قد يكون هذا الطفل هنا تحت الشمس، التي كانت حارقة أمس، ولا لوجود هؤلاء الآتين في معظمهم من مناطق بعيدة جداً عن العاصفة، فكل ما عرفته عنه أنه مهضوم، لكن، ما «المهضوم» في وجوده هناك؟ أنه لا يعيش طفولته كغيره ممن هم في سنّه؟ أنه يعتصم من أجل أن يصبح «معلوماً لا مجهولاً»؟ أنه يطلب هوية تمكّنه من دخول المدرسة والمستشفى إذا ما أصابه مكروه؟ أيّ شخص آخر سيمرّ من هناك، سيقول كلمة تلك الشابة، لكن لا أحد سيعرف كل تلك المعاناة التي يعيشها طفل وشقيقاته الست وأمهم، العائلة الكاملة التي تعيش مجهولة بلا قيد في بلاد الفاعور «التي تقع ضمن الأراضي اللبنانية»، تقول الوالدة ابتسام العثمان. إلى ساحة الشهداء، جرجرت ابتسام أولادها السبعة آتية من الفاعور للمشاركة في الاعتصام الذي نظمته جمعية «المبادرة الفردية لحقوق الإنسان» (مصير)، رفضاً لقرار اللجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع مرسوم حق اللبنانية بمنح جنسيتها لأطفالها واستكمالاً لحملة «جنسيتي كرامتي». تلك الجمعية التي أسّسها مكتومون آخرون ومكتومات ومتزوجات بأجانب للمطالبة بتصحيح وضع مكتومي القيد وإعطاء الجنسية وإقرار الكوتا في المجلس النيابي. كانوا كلهم في تلك الساحة. وكانوا على كثرتهم، غير المعهودة في اعتصامات المطالبة بالجنسية، قليلين مقارنة بالاعتصامات ذات النوع الثقيل، التي كانت تحتضنها تلك الساحة. قلة مقارنة باعتصام يقيمه الآذاريون من أجل شهيد أو شهيد حيّ أو قتيل. مع ذلك، كان الحشد كافياً للتأسيس عليه من أجل «اتخاذ خطوات تصعيدية في المراحل اللاحقة»، بحسب رئيس الجمعية مصطفى الشعار. هذه الخطوات التي بدأت أمس بذلك الاعتصام، لتكمل فيما بعد باعتصامات وتحركات مفتوحة ومجموعات «حرجة»، التي قد تصل إلى حدّ العصيان «بحيث تمتنع الأمهات عن استصدار إقامات لأولادهن». ومن المفترض أن تعلن «مصير» قبل تلك الخطوات عن الائتلاف الذي سيضم مجموعة من المنظمات والجمعيات التي ستعمل على هذا الهدف. تحت نصب الشهداء أمس، وقف المحرومون من العيش «على الطريقة اللبنانية»، وفي بالهم مطلب واحد: الجنسية. لا شيء أكثر من ذلك الاعتراف. كانوا بلا طائفة. «لبنانيون فقط»، هذا ما يقولونه. 76 ألف امرأة لبنانية و380 ألف طفل لبناني أيضاً ومئات الآلاف من المكتومين لبنانيون أيضاً سقطوا في مرحلة سابقة من لبنان سهواً. كل هؤلاء كانوا في الساحة وحدهم. بلا سياسيين ولا أحزاب. ومع ذلك، يبدو الوضع أفضل هكذا «بلا صبغة سياسية»، يقول الشعار. أما من حضر من خارج الفئة المعتصمة، فكانوا من أنصار الجمعيات المهتمة بهذا الموضوع، منهم لجنة حقوق المرأة، واللقاء الوطني للقضاء على التمييز ضد المرأة، ورابطة أبناء الفاعور المعنية بالصميم، والأميرة حياة إرسلان، الداعمة هي الأخرى لمشروع مرسوم منح الأم جنسيتها لأولادها. وقد كان في جعبة هذه الأخيرة مطلب ودعوة: المطلب بأن «يكون هناك مجال للجوء إلى القضاء عندما أشعر بأن إجحافاً يلحق بحقوقي» ـــ وهو الذي لا يزال أقرب إلى الأمل ـــ والدعوة إلى إنشاء كتلة «الورقة البيضاء التي ستكون هي الحكم في الصناديق الانتخابية»، لكن، هذه الدعوة الأخيرة لم تنل موافقة الجميع. الناشطة ليندا مطر لم تكن من أنصار الورقة البيضاء «التي لا تحسب عادة»، داعية إلى «أن نكون أكثر، فلا شيء سيوصلنا إلى أهدافنا إلا قوتنا، التي لا تتحقق إلا بكثرتنا». أما رابطة أبناء الفاعور، فقد كانت دعوتها إلى الإغاثة: إغاثة بلد بلا قيد. رغم أهمية هذا الاعتصام، وهو الرابع للجمعية والعاشر من سلسلة النشاطات التي قامت بها، حسب المجتمعين أمس، إلا أن ثمة أسئلة يجب التذكير بها: لمَ تتصرف كل جمعية كأنها هي الأولى التي تقوم بالنشاط؟ لمَ لا يكون التنسيق قائماً بينها وبين غيرها من العاملين تحت العنوان نفسه؟

 

Source Link

Blog Roll