25

رأفت نعيم

عاصمة الجنوب صيدا كانت على موعد أمس، مع مكرمة سعودية هي الأولى من نوعها وحجمها تجاه العائلات السورية النازحة قسراً الى صيدا وجوارها. وجاءت هذه المكرمة كخطوة أولى في مسار ترجمة المساعي التي بدأتها النائب بهية الحريري مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية على خط موضوع إغاثة النازحين السوريين في المدينة بشمولهم بمساعدات "الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سوريا"، ولتتلاقى مع جهود المؤسسات الإغاثية ومع خطة الطوارئ الصيداوية التي أطلقتها الحريري نهاية العام 2012 لمواكبة ومساعدة الأعداد المتزايدة من العائلات النازحة الى المدينة ومخيماتها والتي لامست حتى الآن الـ2900 عائلة. فقد وصلت الى المدينة صباح الخميس، أول دفعة من المساعدات السعودية، عبارة عن ثلاث شاحنات كبيرة تضم ألف حصة مؤلفة من (ثلاثة آلاف صندوق وأربعة آلاف بطانية) مقدمة من المملكة عبر "الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الأشقاء في سوريا" وهي مخصصة لنحو ألف عائلة سورية وزّعت بالتعاون مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة واتحاد المؤسسات الإغاثية في صيدا. وجرى توزيع هذه المساعدات في الباحة الخارجية لمدينة رفيق الحريري الرياضية، وسط إجراءات أمنية اتخذتها وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وشرطة بلدية صيدا. وأشرف على عملية توزيع المساعدات: مدير مكتب الحملة الوطنية السعودية وليد الجلال، وممثل النائب بهية الحريري منسق عام تيار المستقبل في صيدا والجنوب الدكتور ناصر حمود، ورئيس اتحاد المؤسسات الإغاثية في صيدا كامل كزبر وعدد من أعضاء اللجنة المنبثقة عن خطة الطوارئ الصيداوية لإغاثة النازحين. وتضمنت الحصة الواحدة حقيبة صحية وحقيبة للاطفال وصندوق مواد غذائية بالاضافة الى أربع بطانيات. وليد الجلال وقال الجلال: "مدينة صيدا محطة من المحطات الاستكمالية للمرحلة الأولى. نحن في الحملة نعمل وفق مراحل متعددة. واليوم هو استكمال للمرحلة الأولى التي هي توزيع الحصص الغذائية. وإن شاء الله سيتم توزيع ثلاثة آلاف سلة لألف أسرة سورية نازحة موجودة في صيدا، وأيضاً استكمالاً للمرحلة الثانية التي هي توزيع البطانيات، سيتم توزيع 4000 بطانية نصيب كل عائلة أربعاً منها. أضاف: نتعاون في صيدا مع مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة التي تعمل في المجال الإغاثي وفي مجال مساعدة الأخوان السوريين النازحين وبالتالي نحن نتعاون مع كافة الجهات التي تتعاطى بشأن النازحين سواء كانت جمعيات او مؤسسات او بلديات. هي حلقة الوصل بيننا وبين الأخوان النازحين السوريين. ناصر حمود وقال ممثل النائب الحريري ناصر حمود: نحن كتيار المستقبل ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة، تعاونا مع الأخوة السعوديين واتصلنا بهم وأحبوا أن يساعدوا صيدا والجنوب في الاغاثة. نشكر خادم الحرمين الشريفين والحملة الوطنية السعودية والشعب السعودي الشقيق على هذه المبادرة لإغاثة الأشقاء النازحين من سوريا، وهذا ليس بغريب ولا بجديد على المملكة التي لطالما وقفت الى جانب لبنان واللبنانيين والى جانب كل الأشقاء العرب في كل المحطات الصعبة. أضاف: هناك ألف حصة للتوزيع، عبارة عن مساعدات غذائية وصحية وللأطفال زنة كل حصة حوالى 70 كيلوغراماً بالاضافة إلى 4 بطانيات لكل عائلة. هناك ألف عائلة تشملها المساعدات التي تتكامل مع الجهود التي تبذل على صعيد مؤسسات المجتمع المدني والأهلي وحتى الأفراد ومع الخطة التي أطلقتها النائب الحريري بالتعاون مع اتحاد المؤسسات الإغاثية لوضع صيدا على خارطة المساعدات العربية والدولية والرسمية. ولكن ما نراه اليوم وما رأيناه سابقاً من جهود ومبادرات أهلية وفردية لا يعفي الحكومة والجهات الدولية من مسؤولياتها تجاه النازحين في صيدا ومخيماتها، لأن حجم النزوح أكبر بكثير من أن تستوعبه هذه الجهود وهو في تزايد مستمر. كامل كزبر وقال كزبر: نتوجه بالشكر الجزيل الى المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً، على هذه المكرمة القيمة لأهلنا وإخواننا النازحين السوريين في صيدا والجوار. وفي هذا الإطار، نتوجه بالشكر الى السيدة بهية الحريري ومؤسسة الحريري لتعاونهم ومساعدتنا في تأمين هذه الحملة وهذه المكرمة في صيدا. وهذا ليس مستغرباً على المملكة العربية السعودية. فهي عوّدتنا أن تكون الى جانب الشعب اللبناني والى جانب اللبنانيين في كل المحن. فادي الشامية ويقول رئيس جمعية التعاون الانساني وأحد المشرفين المباشرين على ملف النازحين السوريين في صيدا، فادي الشامية: إن هذه المبادرة لأشقاء في المملكة العربية السعودية أعطت دفعاً وزخماً كبيرين لموضوع اغاثة النازحين السوريين في صيدا والجوار. ما يميز هذه الخطوة هو حجمها، كونها الأولى التي تشمل ألف عائلة دفعة واحدة وكذلك نوعية المساعدة لجهة المواد الغذائية في كل حصة والتي تكفي عائلة نازحة لمدة شهر، ونوعية المواد والحاجيات الصحية ومستلزمات الأطفال. مع النازحين منذ ساعات الصباح، توافدت مئات العائلات النازحة الى محيط مدينة رفيق الحريري الرياضية، لتسلم نصيبها من المساعدات السعودية ووفقاً للوائح وجداول أعدت بالتعاون بين مؤسسة الحريري واتحاد المؤسسات الاغاثية، وتشمل ألف عائلة وفق نظام المداورة في تلقي المساعدات والذي يعتمد من قبل القيمين على إغاثة النازحين لكي تطالهم جميعاً. ما كان لافتاً هو الهدوء الذي أجريت فيه عملية التوزيع وعدم تسجيل أية إشكالات تذكر. تقف أم محمد وهي تحمل طفلها الرضيع مع بعض النسوة السوريات ينتظرن دورهن لتسلم الحصص الغذائية والصحية والخاصة بالأطفال بالاضافة الى الحرامات. وتقول عندي 3 أولاد. تهجرنا من حمص منذ أشهر وزوجي يعمل هنا مقابل أجر مائة الف ليرة في الأسبوع بالكاد نستطيع أن نؤمن المعيشة لأولادنا. أولاد الحلال في بعض الجمعيات في صيدا يقدمون لنا يد العون والمساعدة في بعض الأمور اليومية والحياتية، وقد جاءت هذه المبادرة اليوم من المملكة العربية السعودية في وقتها لأن الوضع صعب، ونحن نشكر للمملكة هذا الشعور الكبير معنا في محنتنا، ونشكر للسيدة بهية الحريري واتحاد المؤسسات سهرهم على تأمين ما أمكن من مقومات الحياة الكريمة لنا وجزاهم الله عنا ألف خير. وتقول أم هشام، النازحة من حلب، وهي تجر بيدها طفلها، "كتر الله خيرهم اشقاءنا السعوديين وأهلنا في صيدا على ما يقدموه لنا من مساعدة واهتمام. هناك عائلات كثيرة تعيش أزمة كبيرة وتحتاج الى الكثير من مثل هذه المبادرات. يكفي أننا نعامل باحترام وتحفظ كرامتنا ونحن لا نطالب إلا بأن تكون لنا قيمة وكيان ونشعر بأننا في بلدنا. والحمد لله المعاملة في صيدا ممتازة والجميع يشاركنا ويتحسس همومنا. ويقول الحاج يوسف القادم مع عائلته من درعا: الله يبارك في كل من يقف بجانبنا في محنتنا ، والله لا يضيم أحداً. نحنا جايين كضيوف حتى يفرجها الله علينا. عندي 8 عائلات نقيم في بيتين إيجار ونتلقى بعض المساعدات لكن هذا لا يكفي. الله يعطيهم العافية إنهم عم يلبوا ما أمكن من الاحتياجات الضرورية إلنا... ونحنا منشكر الأخوة في المملكة العربية السعودية وفي مؤسسة الحريري وعلى رأسها السيدة الفاضلة بهية الحريري والمؤسسات الإغاثية إنهم عم يساعدوننا.

Source Link