الطقس القارس يدفع نازحي مخيم المرج في البقاع إلى نزوح جديد
12
Feb
2013
إبراهيم الشوباصي
في مخيم المرج للنازحين السوريين، الطبيعة فعلت فعلها فيه، حـيـث شلّعت الرياح القوية العديد من خِيَمه، خاصة المجهزة لاستقبال النازحين، أما الخيم المشغولة، فكان نصيبها وافراً من فيضانات المياه وشدة هطول الأمطار، حتى اصبحت تشبه البرك الموزعة ضمن مساحة المخيم، ما اضطر بلدية المرج، إلى أن تلجأ الى عمل وقائي سريع، بإحضار احجار باطون، واستعملتها كأثقال على جوانب الخيم، حتى تستطيع الصمود امام الرياح السريعة، اضافة الى احضار المزيد من البحص، و«فلشها» وقاية من الأوحال. وقامت بعض العائلات بنزوح جديد من المخيم لأماكن اكثر وقاية من المخيم. لكن يبقى الخوف الكبير من اليومين المقبلين، حيث يرجح اشتداد العاصفة مصحوبة ببرد قارس وحرارة متدنية، يحتمل ان تصل في البقاع إلى 9 تحت الصفر، في الوقت الذي يعاني فيه هذا المخيم من عدم توفر وقود التدفئة، اضافة الى أن الوسائل الأخرى التي يُستعاض بها عن الوقود، كالفرشات والحرامات، اعدادها قليلة جداً، ما يضعنا أمام كارثة انسانية كانت محتملة، لكنها وحسب مصلحة الأرصاد الجوية التي تُبشّر بمنخفض شديد البرودة ستصبح مؤكدة، مما سيعرض عائلات المخيم، البالغ عددها حوالى 30 عائلة، الى الموت المحتم، بفضل قساوة الطبيعة. هذه الاشكالية اكدها مسؤول الإغاثة في دار الفتوى الشيخ أيمن شرقية، قائلاً «سُجّلت لدينا حتى اللحظة 8600 عائلة في البقاعين الغربي والاوسط ، وما هو مسجل لدى الامم المتحدة فقط 3600 عائلة سورية و260 عائلة فلسطينية، اي بمعدل حوالي 50 الف نازح، يعني اقل من النصف، لا يستفيد من تقديمات المفوضية، وما زلنا نشهد بمعدل يومي قدوم 40 عائلة، وكلما اشتد الوضع الأمني ضراوة في دمشق وريفها تزداد الاعداد، لافتاً إلى أن هناك اعداداً كبيرة في البقاع لم تسجل عندنا ايضاً». وعن التقديمات في ما خص التدفئة قال «البقاع معروف بالبرد القارس، وللاسف نحن امكاناتنا ضئيلة، ما استطعنا تقديمه هذا الشهر 6870 حراماً و900 فرشة»، معترفاً بالعجز، باعتبار ان ملف النازحين اكبر من كل الجمعيات، ويحتاج الى جهود الدولة اللبنانية، «وإلا فنحن مقبلون على مأساة انسانية كبيرة خاصة هنا في البقاع لأن العدد يزداد يوماً بعد يوم». ويبقى السؤال الكبير عن دور الحكومة في معالجة هذا الملف الإنساني، علماً أنه كان بنداً وحيداً على جدول جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، من دون ان يظهر له اي تأثير طارئ على النازحين، خاصة أمام هذه المأساة الحقيقية.