بعد 24 عاماً أمضاها في السويد وعودته إلى لبنان "العسكرية" تبرئ موقوفاً بالتعامل
Al-Mustaqbal
29
Apr
2013
كاد فادي نعمة الله ان يصبح محامياً، أو حتى قاضياً لو قدّر له متابعة تحصيله العلمي في كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية، لكنه رأى في الهجرة سبيلاً أفضل للعيش فهاجر إلى السويد، وبعد 24 عاماً عاد ليتم توقيفه في مطار رفيق الحريري الدولي انفاذاً لحكم غيابي صادر بحقه بجرم الاتصال بالعدو الإسرائيلي وعملائه. كان نعمة الله يبلغ من العمر 10 سنوات عندما بدأت الشرارة الأولى للحرب اللبنانية، فترعرع في بلدته القليعة الجنوبية، وقد وشى عليه أحد أبناء بلدة كفركلا بأنه نقده مبلغ 800 ليرة لبنانية بعدما كلّفه جمع معلومات عن فلسطينيين في مخيم عين الحلوة. كان ذلك بين عامي 1984 و1987 عندما كان للعملة اللبنانية "قيمتها"، لكن نعمة الله ينفي نفياً قاطعاً ما قاله عنه ماهر حسن برّو، ويؤكد بأن كل أقوال الأخير افتراء. أمام المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الركن الطيّار خليل ابراهيم وعضوية المستشار المدني القاضي محمد درباس وبحضور ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر، مثل نعمة الله بحضور وكيله المحامي الياس منصور، وبعد استجواب صدر حكم بحقه قضى بإعلان براءته من التهمة المنسوبة إليه. وبسؤاله أفاد نعمة الله انه سافر إلى السويد خلال شهر حزيران من العام 1989، وفي الأعوام السابقة كان موجوداً في بلدته القليعة. ونفى نعمة الله انتماءه إلى "جيش لحد"، وقال ان الجامعة اللبنانية افتتحت في بلدته فرعاً له، ثم ما لبث ان أقفل حيث كان ينوي التخصص في كلية الحقوق. وعن مدى معرفته بأشخاص من آل برّو من بلدة كفركلا، أجاب: ان العمال لدى والدي كانوا من آل برّو انما لا أعرف أحداً منهم. وسئل بالتحديد عن ماهر حسن برّو فأفاد أنه لا يعرفه، وقال عن المدعو جيلبير رزق انه من أقرباء والده وهو في السويد. وسئل: يقول برّو انه تعرف عليك بواسطة جيلبير واجتمعت به مع ضابط إسرائيلي يدعى "موشي" طلب منك جمع معلومات عن الفلسطينيين في مخيم عين الحلوة مقابل 800 ليرة لبنانية فأجاب: غير صحيح، أنا لا أعرف برّو. سئل: يقول برّو انك كلّفته بالمهمة ونقدته مقابل ذلك مبلغ 600 ليرة فأجاب: ما يقوله برّو عني افتراء ولم أكلفه بشيء أو أسلمه شيئاً. وأضاف: لا أعرف أحداً من "جيش لحد". وبعد ان طلب ممثل النيابة العامة القاضي سامي صادر تطبيق مواد الاتهام بحق نعمة الله ترافع وكيله المحامي منصور، فأشار إلى انه سبق لموكله ان زار لبنان مرتين ولم تتم ملاحقته، معتبراً انه لم يرقَ في الملف ما يثبت تورط موكله بجرم التعامل سوى العطف الجرمي النابع من أقوال برّو بحق موكله. وانتهى إلى طلب كفّ التعقّبات عن موكله واستطراداً إعلان براءته لعدم كفاية الدليل. وبسؤال المتهم عن كلامه الأخير طلب العدالة.