بعدما لاحقته المعاناة من شتات الى شتات نازح فلسطيني ينهي حياته شنقاً

Al-Mustaqbal

admin

NGOs

Viewed : 418

 

لم يستطع الفلسطيني محمد الملسي وضع حد لمعاناته نازحا مع اسرته المؤلفة من زوجة واربع بنات فقرر وضع حد لحياته شنقا لتصبح معاناة الأسرة مضاعفة في غياب المعيل الذي ولد لاجئا في سوريا من والدين لجأا اليها من فلسطين، ومات لاجئاً فوق العادة في عين الحلوة، بعدما سدت بوجهه السبل الى الحد الأدنى من حياة كريمة آمنة افتقدها في مخيم اليرموك حيث كان يقيم مع عائلته وجاء نازحا يبحث عنها في لبنان فلم يجد إلا المعاناة تلو المعاناة. وكأن محمد، اراد بانتحاره بذاك الحبل الذي لفه بيديه حول عنقه ان ينفذ حكم اعدامه بنفسه بدلا من ان يموت بحسرته وهو يرى بعينيه اسرته تتشرد وزوجته وبناته لا يجدن ما يقتتن به، وبدلا من ان يرى حال والدته المقعدة بعد اصابتها في قصف منزله في "اليرموك" تلقى المصير نفسه.. وكأنه اراد بهذا الحبل محاكمة ضمير مجتمع دولي يدعي انه متحضر ومدافع عن حقوق الانسان، بينما حقوق الإنسان الفلسطيني والسوري اللاجئ والنازح تنتهك على مرأى من هذا العالم ولا يحرك ساكنا ولا يمد يد العون لعشرات الآلاف من العائلات التي تتقاسم فتات خبز المعاناة نفسها، وربما يكاد كثيرون من افرادها يواجهون مصير محمد نفسه اذا استمر الوضع على هذه الحال من الإهمال لأوضاع النازحين. منذ قدومهم الى لبنان قبل نحو اسبوعين هاربين من آلة القتل في سوريا والاحداث الدموية في مخيم اليرموك، واجهت عائلة محمد الملسي ابن الستة وثلاثين عاماً والمؤلفة من زوجة واربع بنات واقعا معيشيا صعبا بعدما ضاقت برب العائلة سبل العيش فوجد نفسه عاجزا عن تأمين المأكل والحد الأدنى من مستلزمات الحياة الأساسية لهن فتملكه الاحباط واليأس، واوصلاه الى الانتحار.. فوجد ليل الثلاثاء - الأربعاء مشنوقا بسلك كهربائي على سطح مبنى قيد الانشاء يقطن فيه مع عائلته كنازحين في حي طيطبا داخل مخيم عين الحلوة. محمد الذي كان يعمل في معمل للنسيج في سوريا، حاول منذ وصوله الى لبنان البحث عن عمل لكنه فشل في ذلك. وتقول زوجته ريما بكاري انه أبلغ قبيل انتحاره بساعات قليلة نبأ قصف منزله في اليرموك واصابة والدته، فزاد ذلك من حسرته والمه. وتضيف: ضاقت بنا سبل العيش، حتى انه حاول بالأمس وقبل ان ينتحر تأمين الطعام لنا لكنه لم يوفق لأنه لا يملك المال فعاد ادراجه، وحاولت تهوين الأمر عليه فقلت له "لا عليك مندبر حالنا مما تيسر من حواضر البيت ".. لكنه صعد الى سطح البيت ليدخن سيجارة وهو اعتاد على ذلك حتى لا يؤذي ابنتيه المصابتين بالحساسية في الصدر، فكان يوقد نارا ليتدفأ حيث يجلس مطولا هناك، لكن هذه المرة طال مكوثه.. وتقول حماة محمد سناء الشعار: صعدت لأتفقده وصرخت منادية عليه لكنه لم يجب، وصدمت عندما وجدته متدليا من حبل التف حول عنقه.. لا حول ولا قوة الا بالله لقد مات وقلبه يعتصر حزنا بعد ان أبلغ بتدمير منزله في اليرموك واصابة والدته بعارض صحي قوي.. لقد مات وقلبه محروق.. لم يرد ان يمد يديه لأحد لأنه صاحب كبرياء وعزة.. اين ضمير الانسانية.. أين ضمير العالم ؟.. في الطبقة العلوية من المبنى قيد الانشاء الذي يؤوي عائلة الملسي كان الحبل الذي شنق نفسه به لا يزال متدليا، وعناصرمن القوة الأمنية في المخيم تعاين المكان وهي شكلت لجنة تحقيق في الحادث، فيما نقلت جثة محمد الى مستشفى الهمشري في صيدا حيث قام عناصر الأدلة الجنائية بسحب عينات من الدم ورفع البصمات، وجرى الاستماع الى افادة الزوجة ووالدتها وبعض الشهود، بينما راحت شقيقة محمد التي حضرت من سوريا تولول في باحة المستشفى وقال قائد القوة الامنية في مخيم عين الحلوة ابو زياد النصر: أبلغنا من احد المواطنين ان هناك رجلا شنق نفسه في حي طيطبا فتوجهت اللجنة الامنية وبعد المعاينة تبين انه لا يوجد اعتداء وانه شنق نفسه بسلك بعدما وقف فوق برميل حديدي وتدلى من فوقه.. والان نتابع الاجراءات والتحقيق مفتوح لنعرف تحديدا الاسباب. من جهته قال عضو اللجان الشعبية في مخيم عين الحلوة فؤاد عثمان: محمد الملسي اتى نازحا من مخيم اليرموك الى مخيم عين الحلوة وانتحر بعد ان ضاقت به سبل العيش ولم يستطع تأمين لقمة العيش لعائلته فقرر انهاء حياته بالانتحار. واننا نوجه نداءً عاجلاً الى كل المؤسسات الدولية والمجتمع المدني لتأمين العيش الكريم للنازحين من سوريا حتى لا تكون هذه الحالة سابقة وتستمر وبالتالي تولد كارثة انسانية لدى النازحين السوريين والفلسطينيين ونطالب الدولة اللبنانية والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم بشكل كامل.

 

Source Link

Blog Roll