ريفي: العدالة تؤمن الاستقرار
El-Shark
06
Apr
2013
عقدت قبل ظهر امس في قاعة الشرف في مبنى المديرية العامة - ثكنة المقر العام في الأشرفية، ندوة عن حقوق الدفاع بالتنسيق مع مكتب الدفاع لدى المحكمة الخاصة بلبنان، برعاية المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وفي حضور رئيس مكتب الدفاع لدى المحكمة الدولية فرنسوا رو، ومساعدته هلين أوناك، وممثل مكتب الدفاع في لبنان لوران واستيلين، والمحامية إليزابيت زخريا السيوفي، وعدد من ضباط قوى الأمن الداخلي.
بداية النشيد الوطني، ثم ألقى رئيس شعبة العلاقات العامة المقدم جوزف مسلم كلمة استهلها بالترحيب وقال: «تزداد سعادتنا بوجودكم في مؤسستنا التي تشكل بعملها وجها من وجوه تحقيق العدالة، وحماية الحريات، وحقوق الانسان، كونها تتكامل مع القضاء، في الوصول الى هذه الغاية السامية».
اضاف: «إذا أردنا تشبيه العدالة والحرية بالطائر الذي يرتفع ويسمو بحريته، فإن الدفاع يشكل أحد جناحي هذا الطائر الذي لا بد منه للتوازن في التحليق. وهنا يبرز دوركم جليا في تحقيق العدالة الدولية، عبر ما تقدمه رئاستكم لمكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان، من حماية لحقوق الدفاع، والدعم لمحامي الدفاع ولمستحقي المساعدة القانونية، بما في ذلك، عند الاقتضاء، إجراء البحوث القانونية وجمع الأدلة وإسداء المشورة، وصولا الى تعيين محامين لأولئك الذين لا يريدون تعيين محامين للدفاع عنهم أو يتعذر عليهم ذلك. علما أن التعاون سيبقى قائما بين المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ومكتبكم سعيا الى الحقيقة وتطبيق العدالة».
ثم قدمت السيوفي مداخلة عرفت خلالها برو، وعرضت إنجازاته وتاريخه في عالم المحاماة والقانون الدولي، كما شرحت دور الدفاع في المحاكمات وأهميته في حماية حقوق الانسان لما يؤمنه من توازن بوجه الادعاء.
ثم عرض فيلم قصير عن المحكمة الدولية الخاصة بروندا كنموذج لتحقيق العدالة الدولية، حيث كان رو محاميا في هذه المحكمة ولعب دورا أساسيا في إجراءات المحاكمة.
وشرح رو مهمات مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان مقارنة مع ما كان معمولا به من إجراءات في المحاكم الدولية السابقة، مشيرا الى ما قدمته هذه المحكمة من «تطور مهم في مجال القانون الدولي والمحاكم الدولية عبر إنشائها هذا المكتب كهيئة مستقلة عن كل الهيئات المحكمة التي تتألف من مكتب الادعاء - مكتب دفاع - غرف محاكمة - وقلم المحكمة الذي يتضمن للمرة الأولى، قسما خاصا بالمتضررين من الجرائم موضوع المحكمة الدولية يمكنهم من عرض مطالبهم وإبداء آرائهم في سير المحاكمة».
وأوضح «أن هذا التطور حصل بعد إجراء الدمج بين النظام الأنغلوساكسوني في المحاكمات والنظام الفرنكو - جرماني الذي يطبق في عدد من البلدان، منها فرنسا ولبنان (...)». وأشار الى أنه «في هذا النظام المختلط يمكن لمحامي الدفاع، إضافة الى مهماتهم الأساسية أن يلعبوا دور قاضي تحقيق فيقوموا بكل التحقيقات والاستقصاءات اللازمة لتبرئة موكليهم من خلال جمع الأدلة وتكليف الخبراء، بالإضافة الى الاستعانة بالضابطة العدلية بغية المساعدة في إنجاز مهماتهم.
وأمل «أن يصبح هناك في المستقبل دور أكبر للنظام الفرنكو - جرماني في المحاكمات الدولية، بحيث تنشأ لدى المحاكم الدولية وظيفة قاضي تحقيق، الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن إلا في المحكمة الدولية الخاصة بكمبوديا».
ريفي
بعدها ألقى اللواء ريفي كلمة مرتجلة لفت في مستهلها الى انه عمل كأول ضابط إرتباط أمثل وزارة الداخلية اللبنانية مع بعثة الاستطلاع الدولية برئاسة السيد بيتر فيتزجيرالد، وعندما أنشئت لجنة التحقيق الدولية، تابعت مهماتي كرئيس للجنة الارتباط مع لجنة التحقيق الدولية برئاسة السادة ديتليف ميليس وسيرج براميرتس، وفي المرحلة الأخيرة دانيال بلمار، وقال: «لا شك أننا كضابطة عدلية موقعنا في موقع الاتهام، انما نحن نؤمن بالعدالة الموضوعية، من هنا نؤكد دور الدفاع، وهو حق طبيعي للمتهم أو المشتبه فيه، نحن نؤمن بأن العدالة هي التي تؤمن الاستقرار للبنان، ولا شيء غيرها، وكلما كانت العدالة موضوعية مبنية على أدلة علمية كانت أحكامها منصفة ومقبولة من الناس. من هنا أهمية الدور الذي يلعبه مكتب الدفاع والتسهيلات التي تقدم للمحامين الذين يلعبون دور الدفاع لتأمين العدالة».
ورأى «إن العدالة لا تعيد الضحايا والشهداء الذين سقطوا، لكنها تحمي الأحياء والأجيال القادمة والأوطان.
ولا شك في أن البديل من تحقيق العدالة هو الدخول في صراعات داخلية وشريعة الغاب، وقد تكون من خلال الثأر والانتقام».
وأكد «أن ما ننشده هو العدالة الموضوعية المبنية على الأدلة الحسية المثبتة علميا»، وقال: نحن في قوى الأمن الداخلي ساهمنا كثيرا في تكوين الملف القضائي الذي وضع بين أيدي لجنة التحقيق الدولية، والقطعة التي قامت بمساعدة اللجنة دفعت لغاية اليوم ثمانية شهداء، وقد يكون اغلبهم او البعض منهم او جميعهم دفعوا ثمنا لهذا الدور، لا شك ان الثمن غال جدا انما العدالة تستحق أن نضحي من أجلها لنحمي أطفالنا واولادنا واجيالنا القادمة وبلدنا».
وكرر ريفي «ان الشعب اللبناني يطالب بالعدالة الموضوعية وهو يؤمن بأن العدالة تؤمن الاستقرار. والتاريخ علمنا ان من يكون قويا اليوم قد يصبح ضعيفا في الغد، ومن يكون ضعيفا اليوم قد يصبح قويا في المستقبل».
وفي الختام قدم ريفي لرئيس مكتب الدفاع والوفد المرافق دروعا تذكارية عربون محبة وتقدير.