للتفاوض المباشر مع خاطفي اللبنانيين وملف النازحين مسؤولية إنسانية
23
Jan
2013
محمد أبو إسبر
أكد أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله أننا نعيش واقعا تقسيميا للمنطقة، على أساس طائفي أو مذهبي أو جهوي أو قبلي، معلناً موقفاً مبدئياً وعقائدياً برفض اي شكل من أشكال التقسيم في اي بلد عربي او اسلامي، والإصرارعلى الحفاظ على وحدة اي بلد مهما كانت الصعوبات والمظالم ومهما كانت المطالب محقة. وشدد على «التمسك بوحدة لبنان وطنا وارضا وشعبا ومؤسسات، وإذا اطلت من هنا او هناك مشاريع دويلات او امارات يجب ان نرفضها جميعا لان لبنان اصغر من ان يُقسّم». ودعا إلى وضع استراتيجية لحماية الثروة النفطية الوطنية، وإذا استطاع لبنان الاستفادة من هذه الثروة سيوفر ذلك مداخيل كبيرة للبنان لسداد ديونه. كلام نصرالله جاء خلال احتفال بذكرى أربعينية الإمام الحسين في بعلبك، في أعقاب مسيرة حاشدة انطلقت من مقام السيدة خولة باتجاه مشهد رأس الإمام الحسين على مرجة رأس العين في بعلبك، التي غصت بأكثر من ثلاثين ألفاً، إضافة إلى عشرات الآلاف تجمهروا حول المرجة امتداداً إلى الأسواق التجارية، بحضور نواب بعلبك – الهرمل، الوكيل الشرعي العام للسيد علي الخامنئي في لبنان الشيخ محمد يزبك، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، رئيس المجلس السياسي السيد إبراهيم أمين السيد، مسؤول منطقة البقاع النائب السابق محمد ياغي، مسؤول منطقة الجنوب الشيخ نبيل قاووق، رؤساء اتحادات بلدية وبلديات، مخاتير وفعاليات دينية وروحية، وممثلو القوى والأحزاب الوطنية والقومية والإسلامية والفصائل الفلسطينية. بدأت المراسم بكلمة لعريف الحفل الشاعر إيهاب حمادة، وآيات من الذكر الحكيم للمقرئ المصري الشيخ محمد يحيى الشرقاوي، وندبية حسينية للرادود نزار القطري، وعند الثانية وأربعين دقيقة أطل السيد نصرالله مستهلاً كلمته بالاعتذار عن العطل الذي طرأ (لحوالى نصف ساعة) على الشاشة الرئيسية لنقل الكلمة، و«توجه بالشكر إلى الذين أحيوا هذه المناسبة الجليلة، وخص بالشكر القادمين من أماكن بعيدة سيراً على الأقدام». وسأل عن «معنى تفجيرات الكنائس في اكثر من بلد عربي او اجنبي وعن ذبح المسيحي بسبب احيائه اعياد الميلاد ورأس السنة»، وقال: «من اعطى لهم حق قتل المسيحيين؟ الاسلام احترم إحياء شعائر المسيحيين، انتم ايها التكفيريون تأتون ببدعة جديدة وبدين جديد». نعيش واقعا تقسيميا واضاف: «نعيش واقعا تقسيميا للمنطقة، على أساس طائفي أو مذهبي أو جهوي أو قبلي، ونحن نؤكد موقفنا المبدئي والعقائدي نرفض اي شكل من أشكال التقسيم في اي بلد عربي او اسلامي، ونصر على الحفاظ على وحدة اي بلد مهما كانت الصعوبات والمظالم ومهما كانت المطالب محقة، وواقع التقسيم يهدد اكثر من بلد عربي من العراق ومصر وليبيا وسوريا وحتى السعودية». وشدد على «التمسك بوحدة لبنان وطنا وارضا وشعبا ومؤسسات واذا اطلت من هنا او هناك مشاريع دويلات او امارات يجب ان نرفضها جميعا لأن لبنان اصغر من ان يقسم». وقال: «اللبنانيون مدعوون الى المحافظة على وحدة الوطن والمؤسسات، وثانيا يجب ان نعترف بأن لبنان هو اكثر بلد يتأثر بما يجري حوله خصوصا بما يجري في سوريا، وذلك بسبب التنوع الطائفي والسياسي وتعارض المصالح وهامش الحريات، وبسبب الحدود الطويلة ولأنها الجار الوحيد، واكثر من يتأثر بهذا الموضوع البقاع والشمال بسبب التواصل الاهلي والشعبي». وأكد ان «سوريا في حرب حقيقية، ومنذ اليوم الاول كان في لبنان نهجان»، وقال: «دعوا سياسة النأي بالنفس جانبا لاننا نتكلم جديا»، وقال: «هناك موقفان، اولا موقف يدعو الى الحوار لعدم نقل القتل والقتال الى لبنان، واما النهج الثاني فيريد نقل الاحداث والقتال الى لبنان والى اكثر من ساحة، وهذا نهج خاطئ». وأعلن ان هناك اختلافا في الرؤى والمنهجية ولكن يجب الا نتقاتل، ولكن هناك اشخاصاً عملوا على التحريض لجر اطراف اخرى الى الشارع، وقال: «اسجل ان موقف فريقنا السياسي وموقف الحكومة اللبنانية الحالية يعود اليهم الفضل بمنع انتقال القتال الى الساحة اللبنانية، ولو كان الفريق الاخر في سدة الحكومة لكان ورّط البلد ليس بقتال داخلي بل بقتال مع سوريا ايضا». ورأى «ان موضوع النازحين الى لبنان هو من تأثيرات الوضع المستجد». وقال: «النازحون، سواء أكانوا العائلات السورية او الفلسطينية او حتى اللبنانية التي كانت تسكن في سوريا، هؤلاء هم مسؤولية لبنانية ولا احد يملك ارقاما دقيقة عن الموضوع، ويجب التعاطي مع ملف النازحين بمسؤولية انسانية بحتة من دون تسييس الموضوع، ويجب الاهتمام بالعائلات مهما كان توجهها الانساني ان كانت موالية او معارضة او رمادية». لا يمكن اغلاق الحدود وأكد اننا «في لبنان لا نستطيع لأي اعتبار اغلاق الحدود مع سوريا، مع تفهمنا للمخاطر السياسية والامنية والاقتصادية لهذا النزوح الكثيف، ولا يمكن لأي سبب من الاسباب اغلاق الحدود، بل يجب العمل على تداعيات هذه الازمة الانسانية. واستيعاب ملف النازحين يحتاح الى موقف رسمي واضح والى تعاون شعبي، ويجب احتضان هذه العائلات في بيوتنا في اماكننا العامة، ومن موقع انساني واخلاقي رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها عائلاتنا». ورأى «ان الحل الحقيقي لملف النازحين هو معالجة السبب والعمل من اجل ايجاد تسوية سياسية تُوقف القتال والحرب الدائرة هناك». ودعا الحكومة اللبنانية الى تطوير موقفها السياسي بالضغط من أجل حل سياسي الى جانب من يضغط في هذا الإتجاه»، معتبرا «ان هذا لا يتنافى مع مسألة النأي بالنفس»، وقال: «بامكان الدولة اللبنانية مخاطبة الأميركيين والجامعة العربية، لأنهم يحمّلون لبنان أكثر مما يطيق ويتحمل». للتفاوض مع الخاطفين ودعا نصر الله، الدولة اللبنانية الى التفاوض المباشر مع خاطفي اللبنانيين في سوريا، وقال: «قضية المخطوفين اللبنانيين في سوريا هي من تداعيات الازمة، ونحن ابتعدنا عن التعاطي في هذه الازمة كي لا يساء استعمال اي مصطلح، ولكن للاسف يتم استغلال هذه القضية بطريقة سيئة وكريهة لإحداث شرخ في المجتمع اللبناني، ونحن دعونا اهالي المخطوفين لأن يحمّلوا الدولة اللبنانية المسؤولية وألا يقطعوا الطرق، وهذا موقف وطني». واضاف: «الان بعد كل هذه المدة، اذا تحرّك الاهالي فهذا حق طبيعي وشرعي»، معتبرا «ان حركة الدولة ليست كافية، ويجب ان تتحمل المسؤولية وان تتفاوض مباشرة مع الخاطفين، وهذا ما يحصل في كل الدول، ويجب الا يتم وضع اعتبارات سياسية لا جدوى منها، وبالطريقة التي نعمل بها لن نصل الى مكان». وشدد على ضرورة «الجلوس مع الخاطفين، وهذه طريقة تتبعها كل الدول، ويجب ان تتحرك تجاه الدول التي تؤثر على هذه المجموعات الخاطفة التي تمـوّل وتؤثر وتفتح الحدود، وهي السعودية وقطر وتركيا التي تموّل وتُسلح وتعطي التسهيلات للمجموعات المقاتلة»، مشيرا الى ان الاتصالات وحدها ليست كافية، وقال: «اجدد الدعوة للاهالي للرهان على الدولة، واذا وجدت الدولة نفسها عاجزة، على الدولة ان تبلغ الموضوع للاهالي والى القوى السياسية بمن فيها نحن». وقال: «اليوم لدينا ملف كبير تعلق عليه آمال كبيرة لمساعدة لبنان في معالجة أزماته الاقتصادية والحياتية والاجتماعية، هو ملف النفط والغاز، نحن نصر أن معالجة هذا الملف مسؤولية الدولة، وأن الحكومات المتعاقبة تتحمل مسؤولية ما وصل إليه لبنان على المستوى الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي، ونأمل إن شاء الله أن تكون هذه الثروة النفطية نعمة على لبنان وألا تتحول إلى نقمة». اضاف: «إذا استطاع لبنان الاستفادة من هذه الثروة سيوفر ذلك مداخيل كبيرة للبنان لسداد ديونه، ولا نعود نختلف على تمويل سلسلة الرتب والرواتب أو على الإنماء المتوازن، وقد أنجزت الحكومة الحالية مراحل أساسية في هذا الملف، وهذا يسجل لها، فهذا ملف معقد لأكثر من سبب، ولكن نسجل للأسف بأن عدونا المحتل والناهب لثروات الشعب الفلسطيني أنهى المراحل كلها، وخلال ثلاثة أشهر سيبدأ استخراج وبيع النفط، لذا يتطلب التعاطي مع ملف النفط في لبنان بأنه ليس ملفاً حزبياً ولا طائفياً ولا مناطقياً، فالثروة النفطية في بحر لبنان، سواء على ساحل الجنوب أو الشمال، هي ثروة لكل لبنان ولكل الشعب اللبناني، والنفط فرصة تاريخية وطنية لإخراج لبنان مما هو فيه». الثروة النفطية ورأى بأن «الثروة النفطية قد تستقدم تهديدات إسرائيلية في المناطق البحرية وحتى للشركات التي قد توجه لها تهديدات إسرائيلية لمنع لبنان من الاستفادة من هذه الثروة». وسأل: «كيف ستعالج الدولة هذا الموضوع الذي يتطلب استراتيجية وطنية؟». وأردف: «إذا أرادت الدولة ترك هذا الموضوع علينا، نحن جاهزون، كما تركت الدولة سابقاً مسؤولية تحرير الأرض من الاحتلال على كاهل الشعب اللبناني». وأضاف نصرالله: «إسرائيل لديها استراتيجية واضحة لحماية آبار النفط والغاز المستجدة، فقد أقامت تعديلات على القوة البحرية والجوية، وكل ما يستلزمه حماية الثروة النفطية على المستوى التكنولوجي والعسكري. ولكن نحن في لبنان ماذا فعلنا؟ فإذا لم نستطع إنجاز استراتيجية دفاع وطني شاملة، فليتم وضع استراتيجية لحماية الثروة النفطية الوطنية. وما هو مطلوب منا كمقاومة نحن جاهزون، ولطالما تحملنا الغرم ولم نكن شركاء في الغُنم. نحن لا نفتش عن حصة، ولكن يعنينا كثيراً أن يتمكن لبنان من استخراج الثروة النفطية والاستفادة منها للصالح العام». وأعلن «ان الاسرائيليين والاميركيين يعملون على محاصرتنا في العالم، وهناك جهود لوضعنا على اللوائح الارهابية في اوروبا وعلى منعنا من التحرك في اميركا اللاتينية، وهناك جهود عربية لـ «شيطنة» المقاومة، لأن المقاومة احرجت الحكام العرب عندما هزمت اسرائيل، وأحرجت الكثير من القوى التي تدعي المقاومة في هذه الأمة. نحن نؤكد ان كل هذه المؤامرات ستبوء بالفشل، وهناك دراسات حول موضوع تسليح المقاومة في ظل الاحداث السورية وهناك من يساعدهم في لبنان». وسأل: «في العام 1985 ماذا كانت تملك المقاومة؟ وفي العام 2000 ايضا ماذا كانت تملك المقاومة؟ واستطعنا ايضا في العام 2006 هزيمة اسرائيل، وقوتنا ليست بعددنا وبسلاحنا بل بإرادتنا وبإيماننا. انتم تخطئون عندما تقرأون قوتنا بالصواريخ، لأن قوتنا تكمن في عشقنا لله وثقافتنا المقاومة من ثقافة استشهاد الحسين».