نصر الله: إذا عجزت الدولة عن تحرير المخطوفين فلتخبرنا
22
Jan
2013
دعا الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله الدولة اللبنانية إلى التفاوض المباشر مع الخاطفين والضغط على تركيا وقطر والسعودية باعتبارها «دولاً قادرة على التأثير في هذا الملف». ودعا اللبنانيين إلى المحافظة على وطنهم رافضاً أي مشاريع دويلات أو إمارات، مؤكداً جهوزية المقاومة لتولي موضوع الثروة النفطية. ورأى نصر الله، في خطاب له في ذكرى أربعين الإمام الحسين في مرجة رأس العين في بعلبك، «أنّ حركة الدولة اللبنانية بملف المخطوفين في سوريا غير مقنعة وغير مرضية»، معربا عن أسفه لاستغلال البعض لهذه القضية بطريقة سيئة لإحداث شرخ في المجتمع اللبناني، ومجدّدا دعوة أهالي المخطوفين إلى الرهان على الدولة على هذا الصعيد. كما دعا نصر الله الحكومة اللبنانية إلى التفاوض المباشر مع الخاطفين «والضغط على الدول التي تؤثر على المجموعات الخاطفة عبر التمويل والتأثير وفتح الحدود»، مسميا تركيا وقطر والسعودية باعتبارها «دولاً قادرة على التأثير في هذا الملف كونها تموّل وتسلّح وتعطي التسهيلات للمجموعات المقاتلة». وقال: «إذا وجدت الدولة نفسها عاجزة فعليها أن تبلغ ذلك للأهالي وللقوى السياسية لينظروا ماذا يفعلون». وتطرق السيد نصر الله إلى ملف النازحين من سوريا، باعتباره من تأثيرات الوضع المستجدّ في هذا البلد، ودعا إلى التعامل معه من ناحية إنسانية بحتة، مشدّدا على عدم جواز تسييسه لا من قريب ولا من بعيد، ومناشدا جميع المعنيين الاهتمام بالعائلات النازحة أيا كان توجهها السياسي، وبغض النظر عما إذا كانت موالية للنظام السوري أو معارضة لها أو ذات موقف رمادي. ورفض السيد نصر الله إغلاق الحدود مع سوريا لأيّ سبب من الأسباب، وإن أعرب عن تفهّمه «للمخاطر السياسية والأمنية والاقتصادية للنزوح الكثيف الحاصل في هذه الفترة». واعتبر أنّ استيعاب هذا الملف يحتاج إلى موقف رسمي كبير وواضح وإلى تعاون شعبي. ورأى السيد نصر الله أنّ الحل الحقيقي لملف النازحين يكمن في معالجة السبب، داعيا في هذا الاطار إلى «تسوية سياسية توقف الحرب في سوريا كي يعود الأهل إلى بيوتهم وأراضيهم». وأشار إلى أنّ من يتحمل مسؤولية النزوح هو الذي يتحمل مسؤولية استمرار نزف الدم ومنع الحوار. وتابع نصر الله أنّ كلّ المعطيات تؤكد أنّ المعركة طويلة ودامية في سوريا إذا استمرّت المعطيات العسكرية على حالها، مؤكدا وجود أفق للحل السياسي. ودعا الدولة اللبنانية إلى تطوير موقفها السياسي من الأزمة السورية، مشيرا إلى أنّ «الدولة اللبنانية معنية أن تقول للأميركيين والأوروبيين والجامعة العربية إن لبنان لا يستطيع تحمّل أعباء هذه القضية، ويجب على لبنان أن يطوّر موقفه بالضغط وألا يكتفي بالنأي بالنفس». ولبنانياً، دعا نصر الله إلى المحافظة على وحدة الوطن والمؤسسات، مشددا على أن لبنان هو أكثر بلد يتأثر بما يجري حوله وخصوصا في سوريا، وذلك بسبب التنوع الطائفي والسياسي الذي يتمتع به. وتحدّث عن نهجين تجاه هذا الموضوع في لبنان، الأول التزم بالحوار لعدم نقل القتال إلى لبنان والثاني حاول نقل القتال إلى أكثر من ساحة في لبنان. وخلص إلى أنّ موقف فريقه السياسي وموقف الحكومة الحالية هما اللذان منعا انتقال القتال إلى الساحة اللبنانية، وقال: «لو كان الفريق الآخر في سدة الحكم لكان ورّط البلد ليس بقتال داخلي فحسب بل بقتال مع سوريا أيضا». وفي ملف الثروة النفطية، دعا نصر الله إلى استراتيجية وطنية لحماية هذه الثروة، معربا عن أملها بأن تكون نعمة لا نقمة على البلد. ولفت إلى أن «هناك وثائق تتحدث ان ما يحدث في المنطقة بسبب ثروات الغاز والنفط، واذا استطاع لبنان الاستفادة من ثروات الغاز والنفط يستطيع سد دينه ولا نتحدث بعدها عن سلسلة رتب ورواتب ومتعاقدي جامعة لبنانية وغيرها». وشدد على وجوب التعامل مع هذا الملف ليس على أنه ملف حزبي أو مناطقي بل باعتباره لكل الشعب اللبناني، خصوصا أنه يوفر فرصة لاخراج لبنان مما هو فيه. وفيما أكد جهوزية المقاومة للمساعدة على هذا الصعيد، لفت إلى أنّ «هذه الثروة تستقدم تهديدات اسرائيلية خصوصا في ما يتعلق بالآبار المتشاركة مع اسرائيل، ويمكن توجيه تهديدات للشركات من جانب اسرائيل واسيادها». وأضاف: «ما هو مطلوب منا كمقاومة نحن جاهزون له، ونحن مستعدون لتحمل مسؤولية الموضوع من جديد، ونحن لا نريد حصة أو سهمية أو لحسة اصبع لأن الموضوع يعود بالنفع على الجميع». وأوضح أنّ «قوتنا ليست بعددنا وبسلاحنا بل بإرادتنا وبإيماننا». وفي سياق منفصل، أعلن السيد حسن نصر الله رفضه لأي شكل من أشكال التقسيم أو التجزئة في أي دولة عربية أو إسلامية، مشددا على ضرورة المحفاظة على وحدة أي بلد مهما كانت المطالب محقة. وفيما لفت إلى أنّ واقع التقسيم يهدّد أكثر من بلد عربي من العراق ومصر وليبيا وسوريا وحتى السعودية، أكد أنّ «لبنان أصغر من أن يُقسّم»، داعيا اللبنانيين إلى رفض أي مشاريع دويلات أو إمارات يمكن أن تطرأ. وشدّد من جهة أخرى على رفض النهج التكفيري الذي يسير عليه البعض، مستهجنا «مشهد تفجير الكنائس وذبح المسيحيين»، متهماً هؤلاء بوضع دين جديد. وأكد «أن التفجيرات لن توقف الزوار من كلّ دول العالم لاستمرار مسيرتهم، كما أن خطف الزوار لن يمنع تواصل هذه الزيارة».