انتهاك جديد لحقوق الإنسان في مأوى كاريتاس لبنان

المركز اللبناني لحقوق الانسان

0

Viewed : 1129

بعد أن أبلغت 13 عاملة أجنبية عن انتهاكات لحقوق الإنسان في تموز 2020 كن قد تعرضن لها في ملجأ كاريتاس لبنان،   وصلت س. م.، وهي عاملة أجنبية تقيم في لبنان، إلى المركز اللبناني لحقوق الإنسان في أيلول 2020، مدّعية أن حقوقها انتُهكت أثناء إقامتها في أحد ملاجئ كاريتاس.

تواصل المركز مع كاريتاس من أجل التأكد أن س. م. كانت تعمل في الملجأ، بعد أن ذكرت أنها لم تحصل على راتب كانت قد وعدت به، وأنها تعرضت للإساءة اللفظية، ظروف نوم غير مناسبة وقيود على الحركة.

كخطوة أولية، طلب المركز توضيحاً وتحقيقاً شفافاً في قضيتها. وبعد ذلك، عقد اجتماع مع بعض أفراد فريق كاريتاس، الذي تضمن محام، اختصاصية اجتماعية، وعاملات في الملجأ التابع لكاريتاس، ومع ذلك كانت س. م. مترددة في مواجهة تهم الانتهاكات، حيث حضر الجناة المحتملين أنفسهم خلال الاجتماع.

ولتأكيد مزاعمها سابقاً، قامت الاختصاصية الاجتماعية لدى المركز اللبناني لحقوق الإنسان بمقابلة س. م. التي أعربت بوضوح عن التالي:

- البقاء في ملجأ كاريتاس لبنان في الدورة والعمل هناك كمدبرة منزل.

- المطالبة براتب قيمته 200 دولار كانت ادارة كاريتاس قد وعدتها به ومن ثم تخلّفت عن الدفع بسبب أزمة الدولار في لبنان.

- التعرض لإساءات لفظية عند طرح أي أسئلة أو الشكوى حول نوعية الطعام المقدمة في الملجأ.

- التعرض لظروف نوم غير مريحة مع باقي العاملات الأجنبيات حيث كنّ ينمن على الأرض من دون مكيّف.

- عدم تقديم أي معلومات لها عن وضعها القانوني.

- التعرض لظروف طبية ونظافة سيئة، إذ لم يسمح لهنّ بالاستحمام سوى مرة واحدة في الأسبوع، بالإضافة إلى تجاهل الحالات التي بحاجة إلى متابعة طبية والاكتفاء بالطلب منهن بالنوم.

- التعرض للتهديد من قبل موظفي كاريتاس بأن الشرطة تنتظرها في الخارج في حال حاولت مغادرة الملجأ.

- عدم تلقي أي دعم نفسي على الرغم من أنها كانت تعاني من عدم الراحة. 

- عند مغادرتها للمأوى، لم تلتقي الاختصاصية الاجتماعية للقيام بمقابلة الخروج وخافت أن تبقى محجوزة فيه إذا شاركت ملاحظاتها مع العاملين في كاريتاس.

من هنا ندعو مؤسسة كاريتاس لبنان إلى:

 - التحقيق في قضية م.س. من أجل تحصيل مطالبها. 

- حماية العاملات من أي إساءة معاملة أو انتهاكات لحقوقهن.

- ضمان تمتع العاملات بحرية التنقل والتعبير والوصول إلى احتياجاتهنّ الأساسية.

- التأكد من إعلام العمال بوضعهنّ القانوني والطبي.

- توفير ظروف نوم وطعام مناسبة لسكان الملجأ.

- ضمان الدعم النفسي والاجتماعي للسكان.

- التأكد من أن المقيمات مطلعات على حقوقهن وأنهنّ يتمتّعن بحرية التعبير عن آرائهنّ في أي وقت.

- ضمان التواصل الواضح بين العاملات وموظفي كاريتاس لبنان لتجنب أي سوء تفاهم.

كما ندعو الجهات المانحة المعنية إلى إجراء تحقيق موضوعي في هذه المسألة لضمان سلامة العاملات الأجنبيات.

ومن الجدير بالملاحظة أن المركز اللبناني لحقوق الإنسان وحركة مكافحة العنصرية شاركا في تموز 2020 بياناً عاماً يسلط الضوء على حالة 13 عاملات أجنبيات بلّغن عن انتهاك حقوقهنّ في مأوى كاريتاس لبنان.

حينها أفادت العاملات أيضاً بأنهنّ كنّ ضحايا حرمان من الحرية في الملجأ طيلة الوقت، ولم يكن بوسعهنّ الوصول إلى هواتفهنّ المحمولة، ولم يحصلن إلا على الغذاء ومكان للنوم. كما ذكرت بعض العاملات أن موظفي كاريتاس لبنان منعهنّ من الوصول إلى أمتعتهنّ.

على الرغم من إثارة هذه القضية مع العديد من المعنيين، وتعهّد كاريتاس تمكين المركز اللبناني لحقوق الإنسان وحركة مكافحة العنصرية من الدخول إلى الملجأ وتفسير المبادئ التوجيهية للمأوى، والتعهد بالتعاون مع المنظمتين، لم يحدث أي تغيير ملموس ولم تتمكن المنظمتان من الدخول إلى المأوى على الإطلاق.

ندعو وزارة العمل إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنح س. م. وغيرها من العاملات الأجنبيات في لبنان حقوقهنّ، بدءاً بإلغاء نظام الكفالة الذي هو نظام عبودية وحمايتهن من أي شكل من أشكال الاستغلال في الملاجئ والمنازل.

Blog Roll