التمييز ضد المصابين بالبرص: رفع الصوت الآن

alakhbar

admin

Racism

Viewed : 520

 تحتل قضية الانتهاكات التي يتعرض لها الاشخاص المصابون بالبرص الاولوية على اجندة اعمال مجلس حقوق الانسان. الظاهرة في لبنان ليست شائعة كثيرا لكنها موجودة، ويمكن الحديث عن وجود «مصابين معزولين»، وبالتالي خروجهم من عزلتهم قد يفضح العديد من الممارسات الشائنة المستر عليها، ولا سيما منها العزل الاجتماعي للاطفال المصابين الممارس في المدارس بسام القنطار يناقش مجلس حقوق الانسان، الذي افتتح اعماله هذا الاسبوع في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف، تقريراً اعدته المفوضية السامية لحقوق الانسان حول الإساءة والتمييز ضد الأشخاص المصابين بالبرص (المهق) Albinism.وتتراوح الانتهاكات التي يتعرض لها الاشخاص المصابون بالبرص بحسب البلدان التي يعيشون فيها، لكن الوضع الاسوأ على الاطلاق هو في تنزانيا وكينيا حيث يتعرض المصابون لخطر الخطف والقتل بسبب موروث شعبي يتعلق بالسحر والشعوذة. لا تبدو ظاهرة العنصرية ضد الاشخاص المصابين بالبرص متفشية بشكل واسع في لبنان، خصوصاً ان الاشخاص المصابين لم يتشكلوا ضمن اتحاد او جمعية ترصد الانتهاكات التي يتعرضون لها. لكن البلد الذي تتفشى فيه ظواهر عنصرية مثل كراهية الاجانب، ومنع العاملات في الخدمة المنزلية من ارتياد المسابح بسبب لون بشرتهن، تسجل فيه حالات الاقصاء والتهميش بحق المصابين بالبرص خصوصاً الاطفال في المدارس.وتقول الناشطة في حركة مناهضة العنصرية في لبنان رنا بو كريم ان نشطاء الحركة لم يسبق لهم ان تلقوا شكاوى حول العنصرية ضد الاشخاص المصابين بالبرص. وعزت ذلك الى ان اعداد المصابين ليست مرتفعة في لبنان اضافة الى ان غالبية المصابين يفضلون البقاء في بيئتهم الضيقة أكثر الوقت بسبب المشاكل الصحية المرتبطة بتعرضهم لاشعة الشمس. وحثت بو كريم الاشخاص المصابين على رفع صوتهم والابلاغ عن اي اساءة يتعرضون لها لأن ذلك يمكن ان يساعد على نشر ثقافة نبذ العنصرية والتشهير بمرتكبيها.بدوره، يلفت الدكتور موسى شرف الدين، رئيس جمعية اصدقاء المعاقين، الى ان الاشخاص المصابين بالبرص لم يتكتلوا في جمعية تدافع عن حقوقهم، على غرار جمعية اخرى تعنى بالاشخاص المصابين بالجذام والامراض المنسية.ويطالب شرف الدين بضرورة شمول الاشخاص المصابين بالبرص ضمن رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية، ومنح من يرغب منهم بطاقة معوق، لافتاً الى ان هذا الامر يحتاج الى تعديل قانون المعوقين الذي حصر تعريف الاعاقة بشكل ضيق جداً، وهو ما يتعارض مع التعريف الجديد الذي اقرته الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص المعوقين.وغالباً ما يجري الخلط بين مرضى الجذام Leprosy ومرضى البرص Albinism رغم الاختلاف الكبير بين المرضين. وقد اطلق راوول فوليرو اليوم العالمي للمجذومين الذي كرسته منظمة الصحة العالمية ويحتفل به في اخر يوم احد من شهر كانون الثاني. وتفيد جمعية «التخلّص من الجذام والأمراض المنسية في لبنان» C.E.L.L. ان المصابين بالجذام في لبنان يتعرضون بدورهم للاقصاء والتهميش رغم ان نسبة الشفاء من هذا المرض تصل الى ٩٩.٥%. وتقول الجمعية إن اللبنانيين المصابين بالبرص بلغ عددهم في العام ٢٠٠٤ أربعة وسبعين مصاباً، تسعة وعشرون منهم تلقوا العلاج في مستشفى ابن الوليد في سوريا وخمسة وأربعون في لبنان.وكان مجلس حقوق الانسان قد صوت بالاجماع خلال الدورة الـ٢٣ التي عقدت في حزيران الماضي على قرار حث الدول على اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان الحماية الفعالة للأشخاص المصابين بالبرص. ودعا الدول إلى ضمان المساءلة من خلال سلوك نزيه، وتحقيقات سريعة وفعالة في قضايا الإساءة إلى الأشخاص المصابين بالبرص.وأكد القرار على ضمان حصول الضحايا وأفراد الأسرة على العلاجات المناسبة، وشجع الدول على تبادل أفضل الممارسات في مجال حماية وتعزيز حقوق الأشخاص المصابين. كما دعا الدول إلى تعزيز المبادرات الرامية إلى دعم وحماية الأشخاص المصابين بالبرص. وطلب المجلس من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان تقديم تقرير أولي إلى المجلس في دورته الرابعة والعشرين.وتقول الامم المتحدة ان الاشخاص المصابين يعانون من التمييز والأعمال الوحشية حيث تم تقطيع أوصال الأشخاص المصابين بالبرص وهم أحياء، وجرت عمليات اختطاف في 15 دولة من الدول الأفريقية. أما الدافع لقتلهم فهو الاعتقاد الخاطئ بأن لدى أعضائهم قوة خاصة عندما تضاف إلى الخلطات التي تستخدم في السحر.يعرف البرص أو «الألبينية» بأنه حالة وراثية ناتجة عن غياب صبغة في الأعين والجلد والشعر. ويمنع المورث المسبب للبرص جسم الفرد من صنع الكميات الطبيعية من صبغة تدعى ميلانين التي تساعد على حماية الجلد من الأشعة فوق البنفسجية. وعادة ما تتسبب الألبينية في مشاكل عدة متعلقة بالحساسية الضوئية في البصر والجلد. ويسعى مشروع في ألمانيا إلى توفير دهان مضاد لأشعة الشمس يحمي المصابين من أمراض سرطان الجلد.وافادت شبكة الانباء الانسانية (إيرين) ان آلاف الأشخاص الذين يعانون من البرص في تنزانيا وكينيا غادروا قراهم خوفاً من الاضطهاد وانتقلوا للعيش في المناطق الحضرية التي يعتقدون أنها أكثر أمناً.وقال إرنست كيمايا، رئيس جمعية البرص في تنزانيا (ألبينو تنزانيا) إن «أعداداً متزايدة من المصابين ينتقلون إلى المدن الكبيرة هرباً من قراهم». وسجلت الجمعية 7124 مصاباً في تنزانيا، من بينهم 3580 من الإناث، ولكن يعتقد أن الأرقام الفعلية أعلى من ذلك.وقد حدثت معظم عمليات القتل التي أعلن عنها في تنزانيا، حيث تباع «مجموعة» تشمل الأطراف والأذنين واللسان والأنف والأعضاء التناسلية بآلاف الدولارات. والاضطهاد ضد المصابين بالبرص شائع في كينيا أيضا، حيث ألقي القبض قبل عامين على رجل لمحاولته بيع مصاب كيني مقابل 250000 دولار. وبين عامي 2007 و 2009، هجر ما لا يقل عن 10000 شخص مصاب بالبرص قراهم في تنزانيا وكينيا وبوروندي واختبؤوا، وفقاً للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر. يمكنكم متابعة بسام القنطار عبر تويتر | @balkantar Source Link

Blog Roll